منتـديـات انتر ميــلان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربعون عاما لم يركع لله ركعه

اذهب الى الأسفل

اربعون عاما لم يركع لله ركعه Empty اربعون عاما لم يركع لله ركعه

مُساهمة  Dr.sa3o0ody الإثنين سبتمبر 15, 2008 6:23 pm

دمعت عيناي ...... بكيت , لم ابكي هكذا منذ ثمانية ألمانيا في منتخبنا , ماذا يحدث لي ؟ لم استطع كبح مشاعري, هذا السيل الجارف من العواطف, تدفق بل انهار دفعة واحدة.

وفاة العم أبا صابر كانت بالنسبة لي فاجعة, فقد كان هذا الرجل الطيب البشوش صديقا وفيا رغم فارق السن الكبير بيني وبينه.

الذكريات تمر أمام ناظري كأنها فيلم سينمائي بطولة عفاف شعيب ويوسف شعبان , أتذكر أول لقاء لي مع هذا الشيخ الجليل وكأنه كان بالأمس القريب.

بعد صلاة فجر احد أيام حزيران والتي وافقت شهر رمضان في تلك السنة , كنت منهمكا بالتسبيح والتهليل وذكر الرحمن فقد كنت ولا أزال تقيا مؤمنا , قاطعني رجلا كان يصلي بجانبي فسلم علي وسلمت عليه ورحبت به , كان رجلا قارب السبعين من عمره في تقديري (وفراستي لا تخيب كما هو معلوم لدى الجميع) , له لحية خفيفة بيضاء وابتسامة جذابة ويملك عينين تفيضان طيبة.

سألني أن أراجع له حفظه وطلب أن يقرأ لي من بداية سورة البقرة , قلت لا بأس.
بدأ القراءة و انا أتابع معه واستمر يقرأ ويقرأ ويقرأ حتى قرأ سورة البقرة كاملة بدون أن يخطأ خطأ واحدا ! قراءه جميلة ومجودة .

التفت إليه وقلت له ما شاء الله تبارك الله عليك يا شيخ قرأت كل السورة بدون خطأ واحد.

ابتسم الشيخ وقال جزاك الله خير على صبرك حتى انتهيت, ما اسمك ؟ فأخبرته بإسمي .
سألته أتحفظ غير البقرة ؟ قال أحفظ القران كاملا ولله الحمد .
أنا فلان الفلاني وذكر اسمه , ويمكنك أن تدعوني بأبي صابر.

ثم بدأ يحكي لي حكايته الغريبة فقال :
أنهيت دراستي الجامعية في جامعة القاهرة وكان وقتها المد الشيوعي في أوجه وبهاءه فكنت من المعجبين به .
آمنت بمبادئ الشيوعية إلى حد التعصب وطفقت أدعو لهذا الفكر وأدافع عنه في كل مكان.
تنقلت في عدة دول لاستطيع الاطلاع عن كثب على ما يحمله هذا الفكر سواء بقراءة الكتب أو مقابلة رموزه .
أربعين عاما قضيتها مناصرا لهذا الفكر مدافعا عنه , ودفعت ضريبة لذلك سنوات شبابي وحريتي التي فقدتها بعد سجني عدة سنوات .
أربعين عاما لم اركع لله ركعة , أربعين سنة لم افتح كتاب الله بالرغم من حفظي له كاملا ولم ابلغ الخامسة عشر من عمري.
بعد أربعين عاما, استيقظت كما يستيقظ النائم ! أهي بركة حفظي لكتاب الله ؟ الله اعلم .
المهم أن الله هداني بعد كل تلك السنين وبعد أن قارب سني للستين !
الحمد لله أن الله لم يقبض روحي قبل ذلك.
ومنذ ذلك الحين وأنا أراجع كتاب الله وأحفظ ما نسيت منه , واحمد الله أني استطعت أن أراجعه كاملا.

انتهى كلام أبو صابر , وعدت للمنزل بعد أن قاربت الساعة العاشرة ضحى .
توطدت علاقتي بأبي صابر واستمرت حتى وفاته رحمة الله , كان يرتب المصاحف بعد كل صلاة , الذي يراه يعتقد من هيئته البسيطة انه احد عمال المسجد.

انتبهت على صوت رجل يربت على كتفي : أدعو له, والبكاء لا يعيد ميتا.
رحم الله الشيخ أبا صابر واسكنه فسيح الجنان وتجاوز عنا وعنه وعن جميع المسلمين والمسلمات.

(هذه القصة حقيقية وهي ليست مرثية نطلب لها معزين وحدثت لي شخصيا وقد لخصتها ولم أتطرق للكثير من التفاصيل حتى لا تفقد الغرض والهدف الذي من اجله ذكرتها كما أني أضفت لها بعض الفكاهة لأني اكره الحزن ).

Dr.sa3o0ody
مـشـرف قـسـم
مـشـرف قـسـم

المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 13/09/2008
العمر : 30

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى